ما مادا معرفتك بالتقافة وتاريخ اهل الشمال؟
تُعرف منطقة
جبالة بأنها تمتد على شكل هلال من منابع ورغة بإقليم تازة حتى تطل على البحر
الأبيض المتوسط عند قبيلة أنجرة، ومن الغرب تمتد من الساحل الأطلسي محاذياً لقبائل
سفيان وبني مالك وحجاوة وأولاد عيسى وأشراكة والحياينة وأخيراً غياثة في أقصى
الشرق.
خلال الفترة
الاستعمارية، كانت قبائل جبالة الواقعة شمال نهر اللوكوس خاضعة للاستعمار
الإسباني، بينما الواقعة جنوبه كانت تابعة للنفوذ الفرنسي. واليوم، تُعد هذه
القبائل جزءاً من أقاليم الفحص أنجرة وتطوان والعرائش وشفشاون ووزان وتاونات وتازة
وعمالتي طنجة أصيلة والمضيق الفنيدق.
تُعتبر قبائل
جبالة من أقدم السكان الأصليين للمنطقة وتحتفظ بنمط حياة تقليدي يعكس الهوية
المغربية العميقة. وتُعد المدارس العتيقة، التي تعلم القرآن والفقه، من أقدم
المؤسسات التعليمية في المغرب وتلعب دوراً محورياً في تعزيز الهوية الدينية
والثقافية للمنطقة.
إن تاريخ قبائل
جبالة هو شاهد على صمود وغنى التراث المغربي، ويُعد رمزاً للتنوع والثراء الثقافي
في المغرب.
ثقافة شمال
المغرب وخاصة قبائل جبالة تتميز بغناها وتنوعها الكبير. تتأصل هذه الثقافة في
التاريخ العريق للمنطقة، حيث تحتفظ قبائل جبالة بنمط حياة تقليدي يعكس عمق الهوية
المغربية. تمتد أصول قبائل جبالة إلى عمق التاريخ المغربي، وتنحدر هذه القبائل من
عرقيات متعددة، ما أدى إلى تكوين مزيج ثقافي غني يجمع بين عناصر أمازيغية، وعربية،
وأندلسية.
تعتمد قبائل
جبالة في معيشتها بشكل أساسي على الزراعة وتربية المواشي، وتتميز منازلهم ببساطتها
وتناغمها مع البيئة الجبلية، ويظهر في تصميمها تأثير العمارة الأمازيغية. الحياة
اليومية في هذه القبائل مفعمة بالتقاليد والعادات التي تنتقل من جيل إلى جيل، مثل
الاحتفالات الدينية والموسمية، الأعراس التقليدية، والفنون الشعبية مثل الأهازيج
والرقصات التي تحكي قصص الماضي والحياة اليومية.
الزي التقليدي
للقبائل يعبر عن هويتهم ويتميز بألوانه الزاهية وتصاميمه الفريدة. ومع ذلك، تواجه
قبائل جبالة تحديات عديدة في العصر الحديث، بما في ذلك الحفاظ على هويتها الثقافية
في مواجهة العولمة والتحديات الاقتصادية.
تحظى العلوم
الدينية وحفظ القرآن بمكانة خاصة ضمن قبائل جبالة، حيث تنتشر المدارس العتيقة التي
تعد مراكز لتعليم القرآن والفقه في أرجاء المنطقة، وتلعب دورًا محوريًا في تعزيز
الهوية الدينية والثقافية.
إن ثقافة جبالة
هي جزء حيوي من التراث المغربي، تعكس التنوع والغنى الثقافي للمنطقة، وتشكل دعوة
لاكتشاف جذور التاريخ المغربي وتقديرها.
هناك بعض
العادات التي قد تُعتبر غريبة أو فريدة في قبائل جبالة، وهي تعكس التنوع الثقافي
والتاريخي للمنطقة. إليك بعض الأمثلة:
الحاكوز: هذه
عادة تُحتفل بها في اليوم الأول من يناير الفلاحي، وتُعتبر تقليدًا يعود إلى
الرومان. يُحتفل بها ليلة رأس السنة الشمسية وتستمر ليلتين متتاليتين، حيث يُعد
عشاء خاص ويطوف الأطفال بالمشاعل ليلاً، ينشدون ويرددون شعارات.
موت الأرض: عادة
تُحتفل بها في بداية موسم الصيف الفلاحي، حيث يُهيئ السكان وجبة خاصة لوداع فصل
الربيع. تُعبر هذه العادة عن بداية تشقق الأرض وتحول الخضرة إلى اللون الأصفر.
العنصرة: عادة
متوارثة عن الرومان والفرس، حيث يدخل السكان حقولهم ومزارعهم في منتصف يونيو،
يجمعون الحطب والحشائش ويشعلون النار، اعتقادًا بأن الدخان يحمي الثمار حتى مرحلة
النضج.
كعوانة: تُعتبر
عادة يلزم بها المتزوجون الجدد، حيث يُعد كل متزوج جديد وجبة خاصة في الأعياد
ويحملها إلى المسجد، وتُعد هذه الوليمة فرصة للترفيه وتقييم طبخ الزوجة الجديدة.
هذه العادات
تُظهر الغنى الثقافي لقبائل جبالة وتُعبر عن تقاليدهم العريقة التي تُنقل من جيل
إلى جيل.