الهند مزيج متناقض من العادات والتقاليد

 يبلغ عدد سكان الهند أكثر من 1.55 مليار نسمة، وتبلغ مساحتها أكثر من 3 ملايين كيلومتر مربع، وهي واحدة من البلدان القليلة في العالم التي تضم فسيفساء من التنوع العرقي والديني والثقافي.

الديانات والمعتقدات الرئيسية التي ينتمي إليها الشعب لا تعد ولا تحصى، حيث يوجد مئات الآلاف من الطوائف والمذاهب المختلفة تحت راية كل منها. الهندوسية هي الثقافة السائدة في الهند، حيث ينتمي ما يقدر بنحو 80% من السكان إلى طوائفها المختلفة.

ويأتي الإسلام في المرتبة الثانية بعد الهندوسية، حيث يبلغ عدد معتنقيه حوالي 180 مليون نسمة يمثلون حوالي 14% من السكان، وغالبيتهم من أهل السنة، مع أقلية تقدر بحوالي 1.5 مليون معتنق من الشيعة والطوائف الأخرى.

ويمثل المسيحيون حوالي 2.4% من السكان، يليهم السيخ بحوالي 1.6%، ويشكل البوذيون وغيرهم من معتنقي الثقافات الأخرى النسبة الباقية من السكان، وهم منتشرون في جميع أنحاء البلاد.

  • الهندوسية

الهندوسية هي مجموعة من المعتقدات والتقاليد التي تشكلت على مدى التاريخ البشري الطويل، وليس لها مؤسس محدد ينسب شخصياً إلى العصر الحديث، ولكنها تشكلت على مدى قرون عديدة وهي مزيج من الطقوس الهندية الأصلية وطقوس القبائل الآرية التي غزت الهند قبل المسيح بقرون ويعتقد أنها مزيج من الطقوس الهندية الأصلية وطقوس القبائل الآرية التي غزت الهند قبل المسيح بقرون.

تضمنت الديانة الهندية القديمة أنواعًا مختلفة من الآلهة، بما في ذلك الآلهة التي تمثل قوى الطبيعة وتلجأ إليها: آلهة المطر، وآلهة النار، وآلهة النور والرياح. وفي حين كانت الثيران والأنهار والأشجار والشمس والقمر تُعبد، كانت النار والثعابين تُعبد أيضًا، وكان لكل فرد الحق في اتخاذ الإله الذي يعتقد أنه سينفعه. ولا تشمل الثقافة المبادئ القانونية والتنظيمية فحسب، بل تشمل أيضًا القيم الروحية والأخلاقية.

إن أهم ما يميز الثقافة الهندوسية هو تبني نظام طبقي قاسٍ لا يزال موجودًا حتى اليوم، ويعتقدون أنه تقسيم أبدي وبالتالي لا سبيل أو وسيلة لإزالته. ويتربع البراهمة، الذين خُلقوا من اللاهوت، على قمة التسلسل الهرمي الذي يضم القادة والسياسيين والكهنة والقضاة، بينما تعتمد عليهم الطبقات الدنيا في حالات الزواج والوفاة، ولا يمكن تقديم القرابين إلا في وجودهم.

ويليهم الكشتار، وهم طبقة من الجنود والقادة العسكريين الذين يعتقدون أنهم خُلقوا من ذراع الله ويحملون السلاح لحماية الطبقات الأخرى، ويليهم الويش والمزارعون والتجار الذين يعتقدون أنهم خُلقوا من فخذ الله. يليهم الشودراس (المنبوذون). يقتصر عملهم على خدمة الطبقات الثلاث السابقة ويعملون في مهن متدنية.

على سبيل المثال، في الاحتفالات الدينية في الشمال يعبدون الإله رعام ويحرقون صور راعون، بينما في الجنوب العكس تماماً: يعبدون راعون ويحرقون صور راعون.

  • السيخية

ظهرت هذه الثقافة في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي. وقد أسسها هندي يدعى نانال المعروف بـ"الغورو أو الغوروس"، الذي سعى إلى ديانة جديدة تجمع بين شيء من الإسلام والهندوسية، وكان شعارها "لا هندوسية ولا إسلامية".

وكان يهدف إلى توحيد المسلمين والهندوس في دين واحد، لكنه نُبذ من كلا الطرفين وأسس الجماعة بمفرده. ويعتقدون أن روح كل معلم تنتقل إلى الآخر.

وتشمل تقاليدهم الثقافية ترك الشعر غير مقصوص من المهد إلى اللحد، وارتداء الأساور الحديدية، وارتداء السراويل القصيرة تحت ملابسهم كعلامة على العفة، وارتداء الخنجر دائماً.

  • الصراع

وفقًا للإحصاء السكاني الهندي، فإن عدد السكان المسلمين هو الأعلى نموًا بنسبة 29%، بينما السكان السيخ هم الأقل نموًا بنسبة 18%.

وتعترف الحكومة بـ 28 لغة رسمية في 22 ولاية في الهند، وهناك ما يقدر بـ 400 لهجة ولغة للتواصل.

يعيش العديد من الأديفاسيين، أو الأديفاسيين، في الغابات ويرفضون الحياة العصرية في المدن والقرى المتحضرة. ويُقدّر عددهم بأكثر من 100 مليون نسمة، ينتشرون في 10 ولايات في جميع أنحاء الهند، وقد أطلقت الحكومة عددًا من البرامج لإعدادهم.

وقد كان التنوع البشري قوة الهند طوال الفترة التي سادت فيها قيم التسامح والتعايش، وشاركت جميع المجموعات العرقية في نضال الشعب ونضالها من أجل الاستقلال. إلا أن المستعمرين، استنادًا إلى حكمهم الاستعماري القائم على مبدأ "فرق تسد"، زرعوا بذور الشقاق والطائفية بين المجموعات العرقية في المجتمع، مما أدى إلى حرمان العديد من المواطنين من حقوقهم الاجتماعية والسياسية. وانتشرت الصراعات بين أتباع المذهب الواحد، خاصة الهندوسية، وظهرت حركات انفصالية ذات مرجعية دينية مثل حركة الداليت التي انتشرت في عدة ولايات في البلاد، وحركة أرض البودو في آسام، وعدة حركات أخرى في البنجاب.

وهناك أيضًا الحركات الاجتماعية التي حملت السلاح ضد ما اعتبرته نظامًا إقطاعيًا جديدًا في البلاد، مثل حركة الناكسال التي ثارت ضد الظلم الاجتماعي في البلاد.

وعلى الرغم من فائدة التنوع، إلا أن الحفاظ على إيقاعه لا يزال يمثل تحديًا كبيرًا للحكومات المتعاقبة.

الطعام الهندي يعكس الهوية والطبقية

يوجد في الهند 16 لغة رسمية، ومئات اللهجات، وستة أديان رئيسية، وآلاف الطوائف والقبائل، والعديد من المجموعات العرقية واللغوية. وبالتالي فإن الطعام في الهند هو علامة على الهوية الطبقية والطبقية والعائلية والقرابة والقبلية والنسب والهوية الدينية والعرقية. ولتحديد الهوية الثقافية وما تحمله من عادات وتقاليد، يجب على المرء أن ينظر إلى عدة أمور، مثل كيفية تناول الطعام، وماذا يأكل، ومع من، ومتى، ولأي غرض. إن ثقافة الطعام هي المفتاح لفهم المشهد الاجتماعي في الهند وعلاقات ومشاعر ومواقف ومعاملات الناس داخلها.

  •   تنوع المطبخ الهندي

يشمل المطبخ الهندي مجموعة واسعة من المأكولات التقليدية من جميع أنحاء شبه القارة الهندية ويتنوع بشكل كبير عبر وسط وشرق وغرب وجنوب الهند بسبب الاختلافات في التربة والمناخ والثقافة والعرق والمهنة واستخدام التوابل والأعشاب والخضروات والفواكه المتوفرة محلياً.

  •  المطبخ المحلي

على مرّ التاريخ الهندي، احتكّ الطعام بالثقافات الأخرى، بما في ذلك الثقافات الآسيوية والأوروبية، لكن شعب الهند حافظ على تقاليد الطهي المحلية. وقد ترك تاريخ الهند، إلى جانب حجمها وعدد سكانها وعدم وجود وسائل نقل مناسبة، إرثاً من المأكولات المحلية اللذيذة والمتنوعة والجذابة والصحية. على سبيل المثال، تهيمن أطباق المأكولات البحرية على المناطق الساحلية، حيث يصطاد السكان الأسماك الطازجة يومياً. كما تحظى أطباق اللحوم مثل الكباب ولحم الضأن والدجاج بالكاري بشعبية كبيرة. أما البرياني فهو طبق هندي شهير آخر، وهو طبق رائع يتكون من طبقات من اللحم والأرز المتبل بالبرتقال والسكر وماء الورد.

  •   التوابل المميزة

التوابل في الهند قصة أخرى. التوابل هي المكون الرئيسي في أي طبق هندي، حلو أو مالح، وتضاف العديد من التوابل المطحونة لصنع الحساء، مما يضيف إلى الطبق اللذيذ والمميز. يُطلق على هذا الحساء اسم ماسالا وأكثر التوابل استخداماً في المطبخ الهندي هي جوزة الطيب والهيل والكمون والقرنفل والزعفران.

  •  التوابل الهندية

يمتاز المطبخ الهندي بأطباق ذات نكهات خاصة ويعتمد بشكل كبير على التوابل، خاصة وأن الإفراط في استخدام التوابل يمكن أن يعطي الأطباق مذاقاً ونكهة قوية، لذلك يتم استخدام عدة أنواع من التوابل معاً للحصول على التوابل والنكهة المناسبة لكل طبق. وتستخدم التوابل مطحونة أو غير مطحونة، مقلية أو غير مطحونة، مجففة أو مصنوعة في عجينة، وتضاف في بداية أو نهاية تحضير الطبق.

  •   الأرز والكاري

يعتبر الأرز وأوراق الكاري من أشهر المكونات أو المواد التي يستخدمها الهنود في إعداد الطعام والطهي، وغالباً ما تكون أطباقهم ذات نكهة حارة. وعلى المستوى العام، تشمل الأطباق بشكل عام الدجاج بالكاري والدجاج بالتندوري والأرز بالكاري، أما الطبق المشهور عالمياً فهو "السمبوسة"، وهو خبز حلو يقدم مع التوابل الهندية بالإضافة إلى الخضار والدجاج وحشوة الجبن، ويعتبر من المقبلات نظراً لخفته وطعمه اللذيذ.


إرسال تعليق

x